سنوات طويلة حكمت بالتشرد والنزوح والتهجير على الشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948 وما تبعها من معاناة تجسّدت بالمخيمات في فلسطين والخارج.
أحدها مخيم نور شمس داخل طولكرم، الذي تأسس بعد سنتين من النكبة، ويجمع ما يزيد عن العشرة آلاف نسمة في مساحة لا تتعدّى ال 210 دونمات ويبعد حوالي 3 كيلو مترات عن شرق مركز مدينة طولكرم.
برز مخيم نور شمس في الفترة الأخيرة بعد تنامي المقاومة في الضفة الغربية والقدس فتحوّل إلى شوكة في حلق الكيان الغاصب. فأمعنت قواته في همجيّتها وشنّت سلسلة من الاعتداءات تمثّلت باجتياحات متكررة للمخيّم تقصّدت خلالها تدمير البنى التحتية والطرقات، وحتى ممتلكات الفلسطينيين إضافة للاعتقالات والاغتيالات التي كان آخرها منذ يومين (الأحد 30/6/2024).
ففي تطور خطير وجديد، قصفت طائرات الكيان الغاصب أحد منازل المخيّم بثلاث صواريخ مخلّفةً عدداً من الشهداء والجرحى، ولا يزال الكيان مستمراّ في عدوانه على المخيّم لليوم الثالث على التوالي.
والجدير ذكره أن في السابع عشر من أيار الفائت، قصفت طائرات الكيان منزلاً في مخيّم جنين لأول مرة منذ السابع من أكتوبر، في وقت تتعرّض جنين ومخيّمها للهمجية والتدمير الممنهج والاغتيالات نفسها التي تستهدف طولكرم ومخيّمها في إطار محاولة الكيان تنفيذ مخططاته الإستيطانية.
ويعتبر هذا العدوان القديم الجديد تكملة لمخطط التهجير الذي بدأه في غزة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ويستكمله في الضفة الغربية.