في قلب قطاع غزة، تتسلل النفايات الصلبة كظلال ثقيلة تعكر صفو الأفق وتخنق الهواء بسبب ما يرتكبه الكيان الغاصب في القطاع من حرب إبادة جماعية.
تزداد كميات النفايات لتتحول إلى مشكلة تؤرق البيوت والشوارع وحتى الأحلام.
فقد أكّدت بلدية غزة أن نحو 300 ألف طن من النفايات تتكدّس في شوارع المدينة، في مختلف مناطق ومدن قطاع غزة، مما يفاقم الأوضاع الصحية والبيئية الكارثية التي تعيشها المدينة.
وأوضحت مديرة الإعلام بـ«الأونروا»، إيناس حمدان، منذ أيام، أن هناك أزمة صحية ناتجة عن شح المستلزمات الطبية والأدوية، بالإضافة إلى تفاقم الأزمة البيئية، بسبب تراكم النفايات الصلبة وتلوث المياه وارتفاع درجات الحرارة.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش: إن القمامة إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة ونقص مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض.
وأضاف: “يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور عدد من الأمراض المعدية”، مشيراً إلى تسجيل نحو 470 ألف حالة إسهال منذ بداية الحرب.
وكان قد أكد المدير الإداري والطبي في «مجمع مستشفيات الصحابة الطبي»، نعيم أيوب، أن “الأسباب البيئية والصحية في قطاع غزة مهيأة تماماً لظهور أمراض معدية وأوبئة مميتة مثل مرض الكوليرا، الحصبة…”.

وتعلو التساؤلات وتتزايد المعاناة، كيف يمكن لأهالي غزة أن يحملوا عبء هذه الكارثة البيئية المتفاقمة والغير مسبوقة؟