أصدر علماء اليمن يوم الأحد الماضي بيان لقاء علماء اليمن الموسع تحت عنوان: (موقف علماء اليمن من التطبيع والتصعيد في فلسطين واليمن).
وجاء في البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ}، والقائل: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾.
والصلاة والسلام على سيد الأنام ومسك الختام من أعز الله به الأمة وكشف به الظلمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين.. وبعد
فتزامناً مع ذكرى مولد خاتم النبيين وتمام عدة المرسلين الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير ونظراً لما تشهده الساحة العربية على وجه العموم وفلسطين واليمن على جهة الخصوص من تصعيد عسكري على قطاع غزة وتصعيد عسكري لدول البغي والعدوان على مختلف الجبهات في الساحة اليمنية ولاسيما جبهة الساحل الغربي مع تدخل مباشر من أمريكا وإسرائيل وقوى الشر المتحالفة معهما بغية احتلال الحديدة والاستيلاء على مينائها الذي يمثل الرئة التي يتنفس منها الشعب اليمني لغلق ما تبقى من منافذ في وجه الشعب اليمني المظلومم تضييقاً وتشديداً للحصار عليهم واسترسالِ دول العدوان السعودي الأمريكي في ارتكاب المجازر المروعة والبشعة بحق الأبرياء من أبناء الشعب اليمني والإسهامِ في تدهور العملة وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ما أدى إلى تفاقم أوضاع المواطنين وشدة معاناتهم وغيرها من المستجدات فقد اجتمع علماء اليمن في لقائهم الموسع وخرجوا بالبيان الآتي:
1- يدين علماء اليمن ما تقوم به بعض الأنظمة العربية من تطبيع سري وعلني مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي يأتي تنفيذاً لما يسمى بصفقة القرن ويؤكدون على حرمة التطبيع معه وأن ذلك يعد خيانة عظمى لله ولرسوله ولأرواح ودماء الشهداء الذي قضوا في سبيل الله وفي سبيل عزة وكرامة الأمة واستعادة البقاع المقدسة والأراضي المغتصبة، ويؤكدون على مركزية القضية الفلسطينية وأولوياتها في سلم اهتمام الأمة العربية والإسلامية.
2- يدين علماء اليمن التحالف والتعاون العسكري مع أمريكا وإسرائيل بأي شكل من الأشكال ضد أبناء المسلمين في أي بلد من البلدان وأن ذلك يعد من الولاء لهم الذي نهى الله تعالى عنه لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ ويثمنون عالياً الدور البطولي التي قامت به حركات المقاومة الفلسطينية مؤخراً ضد الكيان الصهيوني ويباركون لهم هذا الانتصار المشهود ويؤكدون على ضرورة الوحدة والعمل الجهادي المشترك وقيام الدول والشعوب العربية والإسلامية وفي مقدمتهم العلماء والسياسيون بالمسؤليات الشرعية والوطنية والإنسانية حتى تحرير كامل الأرض العربية الفلسطينية وضرورة إحياء القضية الفلسطينية والمطالب العادلة في نفوس أبناء الأمة من قبل العلماء والأدباء والساسة والوقوف بحزم أمام دعوات تقسيم الأمة أرضاً وإنساناً، وكل دعوات التفرق الطائفية والمناطقية لما يترتب على ذلك من محاذير وعواقب وخيمة قال تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ .
3- يدين علماء اليمن ما تعرض له أبناء محافظة المهرة من قبل قوات الاحتلال السعودي الأمريكي ويباركون جهود ومساعي وتحركات أبناء المهرة الشرفاء المناهضة لقوى الاحتلال السعودي ويشدون على أيديهم ويدعونهم إلى المزيد من التحرك وجمع الكلمة ومناهضة الاحتلال بعد أن كشر عن نابه وباتت نواياه السيئة واضحة للعيان، والدعوة موصولة لكافة أبنائنا وإخواننا في المحافظات الجنوبية والشرقية في التحرك الجاد والمسئول لطرد المحتل وتحرير الأرض من براثين الاستعمار الجديد وتوجيه بوصلة العداء إليه دون توجيهها إلى أبنائهم وإخوانهم في المحافظات الشمالية.
4- يؤكد علماء اليمن على إدانتهم الشديدة والمستمرة للأعمال الإجرامية التي ترتكبها قوات التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي وأذنابهم بحق الشعب اليمني وارتكابهم المجازر المتكررة دون خوف من الله ولا مراعاة للجوانب الشرعية والوطنية والإنسانية والحصار المطبق الذي فاقم من معاناة الشعب اليمني وأسهم إسهاماً مباشراً في تدهور العملة وغلاء الأسعار وانتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة ووصول الشعب اليمني إلى مرحلة انعدام الأمن الغذائي، ويحملونهم كامل المسئولية تجاه كل ما حدث ويحدث على الشعب اليمني من مآس وأحزان وآلام وجوع وفقر ومرض ويبرأون إلى الله من كل من تعاون معهم بأي شكل من الأشكال.
5- يثمن علماء اليمن ما يقوم به الجيش واللجان الشعبية من مواجهة قوى الاحتلال ويباركون انتصارتهم ويقدرون كل التضحيات الجسيمة التي يقدمونها في سبيل عزة وكرامة واستقلال الشعب اليمني ويؤكدون وقوفهم مع قيادة الثورة والجيش واللجان الشعبية في كل الخطوات المشروعة في مواجهة الأعداء.
6- يدعو علماء اليمن كافة أبناء اليمن إلى وحدة الصف وجمع الكلمة ونبذ كل أشكال الفرقة والوقوف بروح المسئولية في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي وحلفائهم وضرورة التحرك الجاد والفعال ورفد جبهات العزة والشرف والبطولة بالرجال والمال وأن التهاون في ذلك يعد تفريطاً في الأخذ بأسباب النصر والعزة والكرامة وأن عاقبة التهاون ستكون خسران الدنيا والآخرة.
7- يؤكد علماء اليمن على ضرورة التوبة والعودة إلى الله والأخذ بأسباب النصر وضرورة قيام العلماء والخطباء والمرشدين بواجبهم الديني في النصح والإرشاد والتوعية والحشد والتعبئة وقيام كل مؤسسات الدولة والقبائل الأبية وكافة فئات المجتمع بواجبها في سبيل ذلك حتى يتحقق النصر بإذن الله.
8- يؤكد علماء اليمن على ضرورة مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين وتطهير كل أجهزة الدولة من مظاهر الفساد.
وأخيراً يهنئ علماء اليمن الأمة العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى ميلاد الرسول الأعظم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ ويؤكدون على ضرورة الاستفادة من سيرته العطرة والتأسي به في جميع أقوله وأفعاله وجهاده ونضاله، كما يهيب علما ء اليمن بأهمية حضور إحياء مناسبة مولد رسول الله في الساحات المحددة وأن ذلك يعد من تعزير النبي وتوقيره وتعظيمه.
نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين وأن يوفقهم للتأسي بنبيهم الكريم وأن يكسر شوكة المعتدين ويرحم الشهداء الأبرار ويشفي الجرحى الأخيار ويفرج عن الأسرى الأحرار، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
صادر عن لقاء علماء اليمن الموسع
بتاريخ 10 ربيع الأول 1440هـ
الموافق 18/11/2018م
اضف تعليقا