رفض طالبان في مدرسة “هيرزليا المتحدة” اليهودية في مدينة “كيب تاون” – أكبر مدن جنوب افريقيا- الوقوف للنشيد “الإسرائيلي” وتأدية التحية له، في سابقة مهينة للاحتلال وذلك للتعبير  عن التضامن مع القضية الفلسطينية والايمان بها.

وقام طالبان في الصف التاسع باتخاذ موضع الجلوس على الركبة (took a knee) فور عزف النشيد الإسرائيلي، خلال حفل تخرج أقيم في مدرسة “هيرزليا المتحدة” اليهودية والتي تعزف بالعادة النشيدين الجنوب إفريقي والإسرائيلي.

يُذكر أن الجلوس على الركبة خلال عزف النشيد الوطني، هي حركة احتجاجية بدأ فيها لاعبون في أمريكا عام 2016 احتجاجاً على الممارسات العنصرية للشرطة الأمريكية ضد السود، وتُستخدم لأول مرة ضد النشيد الإسرائيلي وتعبيراً عن التضامن مع الفلسطينيين وقضيتهم.

وقد اعتاد الطلبة المؤيدون للقضية الفلسطينية سابقاً البقاء صامتين أو الجلوس أثناء عزف النشيد “الإسرائيلي”، إلا أن هذه المرة الأولى التي يتم الاحتجاج على عزفه داخل المدرسة التي اتخذت بحقهم اجراءات تأديبية، وقد خاطب مدير المدرسة آبائهم معتبراً تصرف الطلبة “مخالفة صارخة لقواعد المدرسة” وإهانة للقيم الصهيونية المتمثلة بنشيد “هاتيكفاه”.

وزعم مدير المدرسة أنه لا يعترض على حق التلاميذ الفردي في إبداء الرأي حول ما وصفه “بالاختلافات الأيديولوجية السائدة في المدرسة”، وإنما في الوقت والمكان والطريقة التي يعبر الطلبة عن هذه الآراء، وقد اتخذ مجموعة من الإجراءات التأديبية والتعليمية بحق الطالبين، إلا أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل هذه الإجراءات حتى الآن، وما هي القوانين المدرسية التي اخترقها التلاميذ بتصرفهم الاحتجاجي.

في ذات الوقت، أعرب حقوقيون في جنوب إفريقيا ومتضامنون مع القضية الفلسطينية عن تأييدهم لحق الطلبة بالتعبير عن تضامنهم ورفضهم للاحتلال والصهيونية، وقد أثار اتخاذ المدرسة الإجراءات التأديبية بحق الطلبة غضب النشطاء الذين بدؤوا بحراكات تطالب بوقف هذه الإجراءات ومنح الطلبة حرية التعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين، فيما أثار الحدث اهتمام الإعلام المحلي في جنوب إفريقيا والإعلام الدولي.

وتشهد جنوب إفريقيا في الأونة الأخيرة تصاعد في حركة التضامن مع القضية الفلسطينية، كما تشهد نشاطاً نوعياً متصاعداً في المطالبة بمقاطعة الاحتلال على كافة المستويات، وقد شهدت جامعات مختلفة في جنوب إفريقيا مؤخراً عدة فعاليات تضامنية مع القضية الفلسطينية”.