دعا آلاف المواطنين الخليجيين حكوماتهم لوقف كل أشكال التّطبيع مع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي وتفعيل قوانين مقاطعتها، وأكدوا من خلال عريضة طرحوها للتوقيع عليها (عبر الأنترنيت)، رفضهم لأي مساومة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

وطالب الموقعون على العريضة، ومنهم مئات المثقفين بأسمائهم الصريحة، حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بالوفاء بالتزاماتها التاريخية والأخلاقية باتخاذ خطوات عملية وملموسة لنبذ التطبيع مع “إسرائيل” على كافة المستويات الرسمية وغير الرسمية.

وجاءت مطالب الموقعين على العريضة، محددة بأربع نقاط، هي:

أولاَ: المطالبة بإعادة تفعيل قوانين مقاطعة اسرائيل في الخليج، تماشياً مع تطلّعات شعوب المنطقة، وذلك لمنع كافة أشكال التطبيع وعلى رأسها المقابلات الرسمية وغير الرسمية مع مسؤولي العدو الصهيوني وعدم إرسال وفود رسمية أو حتّى السماح لوفود غير رسمية لا تمثّل الدولة بزيارة دولة الاحتلال الصهيوني الغاصب واللقاء مع مسؤوليه.

ثانياَ: على عدم السماح لـ”الإسرائيليين” بالمشاركة في أي فعاليات رياضية أو ثقافية أو أكاديمية في دول الخليج العربي، وعدم السماح لمواطني الخليج العربي بالمشاركة بأيّة فعاليات من نفس النّوع تُقام في دولة الاحتلال الصهيوني الغاصب أو تحت إشرافه، وقطع كافة أشكال التواصل الرياضي والثقافي والأكاديمي الخليجي معه.

ثالثاَ: المطالبة بمعاقبة كل من يقوم بمخالفة ذلك بناء على قوانين مقاطعة العدو الصهيوني في دول الخليج والقوانين الّتي تمنع السفر إلى دولة الاحتلال الصهيوني الغاصب، إضافة إلى اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لتشجيع مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها ضمن سياق الحملة العالميةBDS، حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات .

وبحسب البيان، فإن زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان في 26 أكتوبر 2018 واستقباله من قبل السلطان قابوس، “شكلت صدمة كبيرة لشعوب دول مجلس التعاون الخليجي”، مشيراً إلى أن هذه الزيارة “كشفت عن المدى المخجل الّذي تذهب إليه بعض الحكومات للتطبيع مع كيان مغتصب وعنصري يحتل أراض عربية”.

وأضاف البيان أنها “ليست هذه المرة الأولى الّتي يتم فيها التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب في هذا العام، إذ شارك رياضيون من كل من الإمارات والبحرين في سباق “جيرودي” إيطاليا العالمي الّذي أُقيمَ في القدس، كما شارك فريق إسرائيلي في بطولة العالم المدرسية لكرة اليد الّتي أقيمت في قطر”.

وقال البيان إن الأمر لم يتوقف عند التطبيع الرياضي فحسب، فقد تلاحقت الزيارات التطبيعية لتستضيف وزارة الخارجية القطرية وفداً من دولة الاحتلال الصهيوني للمشاركة في مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، الّذي نظّمته الوزارة، حيث ضم 8 صهاينة يعملون في مختلف قطاعات حكومة الاحتلال، ترأس الوفد ايفال جيلادي وهو رجل أعمال إسرائيلي كان عميداً في جيش الاحتلال الصهيوني لمدة 20 عاماً. وفي دبي، شارك وزير الاتصال الإسرائيلي أيوب اقرا في مؤتمر نظّمته واستضافته المدينة.

وشدد البيان على أن هذه الخطوات على الرغم من تأكيد الشّعوب في الخليج العربي رفضها للتّطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني في أكثر من مناسبة وبشتى الوسائل المتاحة، عوضاً عن أن هذه الخطوات تتسارع بالتوازي مع إمعان الاحتلال الغاصب في توسيع احتلاله للأراضي الفلسطينية وتعميق وتيرة تهويد الأراضي الفلسطينية وحصار غزة واستمرار التمييز ضد الفلسطينيين العرب داخل أراضي فلسطين التاريخية، وتزايد جرائم دولة الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني.