جسدت نحو 50 صورة في معرض (زيارة عائلية) التي نظمه مكتب الصليب الأحمر بنابلس، اليوم حكاية الألم والأمل الذي تحياه عوائل الأسرى الفلسطينيين كافة، التي عاشت وتعيش هذه اللحظات قبل وخلال وفي ختام كل زيارة عائلية للسجون.
وعرضت الصور في سرادق خاص في دوار الشهداء، حيث تنظم الفعاليات الجماهيرية، واستقطب مئات الزوار والمهتمين، بينهم ذوو الأسرى، فيما بدا المواطن عمر عيسى متأثرا، وهو يشاهد صورة والدته المرحومة أم شاكر، وهي تزور نجلها الأسير عبد الناصر عيسى على كرسي متحرك، قبل أسابيع بسيطة من وفاتها.
وقال فهد وهبة، الناطق الإعلامي لمنظمة الصليب الأحمر في شمال الضفة: “إن المعرض ينطلق من صور أهالي المعتقلين في سجون الاحتلال لإظهار معاناتهم، جراء رحلة السفر الطويلة، التي يتكبدوها خلال تلك المهمة المرهقة”.
وأضاف أن المعرض يأتي بعد 50 عاماً من العمل الإنساني لأهم وأكبر برنامج تقوم به منظمة الصليب الأحمر.
وأشار عماد اشتيوي عضو لجنة التنسيق الفصائلي، إلى أن المعرض يبرز بشكل جلي حقيقة معاناة الأسرة الفلسطينية، التي تتوجه فجرا وفي ساعات مبكرة، لزيارة السجن، وتعود متأخرة ليلاً في الغالب من أجل 20 دقيقة فقط.
وتابع أن مرارة الزيارة تكون عندما يسمح للأم أو الأب بالزيارة وهو مريض، وتكون تلك الزيارة الأخيرة، بعد سنوات من العذاب.
ويعد يوم الزيارة اليوم المنتظر لأفراد عائلة الأسير وللأسير نفسه، فيصبِّر الأسير وذووه أنفسهم شهراً كاملاً بانتظار هذا اليوم، الذي يتكبد أفراد العائلة فيه مشقة ومعاناة السفر لساعات طويلة في الحافلات ليتمكنوا من رؤية ابنهم الأسير والتحدث معه لمدة 45 دقيقة فقط.
في ساعات الفجر الأولى يبدأ ذوو الأسرى بالتجمع في مركز المدينة تمهيدا لانطلاقهم، وعادة ينتظر الأهالي وخاصة الأمهات هذه اللحظات بفارغ الصبر، وخاصة أن لديهن الكثير من الكلام والمشاعر التي لا تكفيها سنوات من البوح، فكيف لوالدة أسير أن تختزل كل ذلك في أقل من ساعة من الزمن لا تتمكن خلالها من مصافحة نجلها واحتضانه، بل تراه من خلف جدار زجاجي وتكلمه عبر سماعة هاتف.
عادة تحضِّر أمهات الأسرى في ذاكرتهن الأخبار المفرحة كافة والمعلومات الطريفة ليخبرنها لأبنائهن وقت الزيارة، لعل ذلك يخفف عليهم مرارة السجن وظلماته، ويكون ذلك إكسير أمل يعيش عليه الأسير لحين موعد الزيارة التالية، هذه المعاناة جسدتها تلك الصور بهذا المعرض الأول من نوعه، كما يقول منظموه.
اضف تعليقا