أصدرت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، والملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين بياناً أدانا فيه التطبيع مع العدو الصهيوني وجاء في البيان:
في الوقت الذي يتابع فيه العدو الصهيوني جرائمه التي لم تنقطع بحقّ الشعب الفلسطيني، الذي يقدّم كل يوم رافداً جديداً لنهر الشهداء الطاهر، ويتابع وقفته البطولية الفريدة في وجه أعتى طغيان وأشرس إرهاب وأشدّ الأنظمة عنصريةً؛ نرى فريقاً ممّن يعدّون أنفسهم من هذه الأمّة يلقون بكرامتهم تحت أرجل السفاح الصهيوني، ويهدرون شرفهم بلا ثمن إرضاءً للقاتل الصهيوني وداعمه وشريكه الأمريكي.
إنَّنا في الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، والملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين، نؤكد ثقتنا أنَّ ردَّ المناضلين والأحرار على حملات التطبيع المجانيّ، والتقرّب من العدوّ، واتخاذه صديقاً وشريكاً في السَّلام، لن يكون ردّاً بالكلمات العابرة والبيانات المجرّدة، ولكنه سيكون عبر متابعة العمل من أجل نشر الفكر الصحيح، الذي يميّز العدو الحقيقي، ويشجع أبناء الأمّة على مواجهته بالسُّبل الرادعة، التي تضمن تحقيق العدالة والحرية والكرامة لأبناء الشعب الفلسطيني العظيم، وعودتهم إلى وطنهم المستقل، وعاصمته القدس الشريف.
ونودّ هنا أن نسجل بعض الملاحظات على هذه الخطوات التطبيعية مع العدو الصهيونيّ:
- من الواضح أنَّ هذه الخطوات التي شاركت فيها أكثر من دولة عربية، ليست خطوات منعزلة عن بعضها، ولم يكنْ اجتماعها في هذا التوقيت مصادفة ولا عبثاً، بل تأتي ضمن برنامج يريد أن يحاصر الوعي العربي، ويُسقطه بمجموعة من الضربات المتوالية، ليكون رهينة الخيار الصهيوني الأثيم.
- رغم يقيننا بأنّ علاقات هذه الجهات مع العدو الصهيوني ليست جديدة أبداً، فإن إعلانها بهذه الصورة الواضحة، والتفاخر بها، يؤكد أنَّ إجراءات تطبيعية أخرى، هي أخطر ممّا هو مُعلن، قد تمّت في الخفاء، وأنها في سبيل إعلانها على الملأ دون مواربة ولا حياء.
- يحاول المطبّعون تبرير ما يرتكبونه من خيانة تهدّد مصالح الأمة وتمسّ وجودها وكرامتها، بأنّها ترمي إلى التوصل لحلّ القضية الفلسطينية، متجاهلين الجرائم الصهيونية المستمرة والمتصاعدة يومياً، ودون أن يفكر هؤلاء المطبّعون فيما هو واجب على المعتدي أن يفعله، وبلا اعتبار لقضايا العدالة التي لا يمكن تحقيق أي نوع من السّلام بدونها.
- إلا أنّ مشهد واقع الأمة لا يكتمل دون النظر إلى وعي شعبنا الفلسطيني وصموده البطولي وتضحياته العظيمة، التي تؤكد أنَّ الفلسطيني قادرٌ – بإمكانات بسيطة – على ردع هذا العدو الباغي المؤيّد من قِبل كل قوى الاستعمار وأنظمة التخاذل، وإدخال الرعب إلى قلبه، وعلى تحقيق العدالة والحرية والاستقلال.
- يجب على أحرار العالم والمناضلين من أجل العدالة والكرامة، أن يضعوا برامج عملية لمقاومة التطبيع، وأن يشكّلوا فيما بينهم إئتلافاً لبيان خطره، وكشف زيف الساعين إليه.
في هذا اليوم 29/10/2018، ذكرى مجزرة كفر قاسم 1956، تؤكد الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، والملتقى العلمائي العالمي، ثقتهم بأن خيار شعبنا الفلسطيني؛ كما يتجلى في مسيرات العودة الكبرى مثلاً، هو الخيار الصحيح الذي يؤدي إلى الحلّ العادل للقضية الفلسطينية، وبدون عودة كل فلسطيني إلى أرض آبائه وأجداده، وبدون القدس، كل القدس، عاصمةً لفلسطين، كلِّ فلسطين، لن ينعمَ العالم بالسّلام، ولن تتحقق العدالة، وسيبقى الصهيوني على اعتدائه وإجرامه وعنصريته، التي تهدد الإنسانية كلها، وليس فلسطين وحدها.
وأمّا أولئك المستعجلون نحو التطبيع، فإننا لا نجد لهم خيراً من قوله تعالى في القرآن الكريم:
﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ سورة المائدة.
الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين
الملتقى العلمائي العالمي من اجل فلسطين
اضف تعليقا