لا يحتاج الدور التربوي الذي تؤدية المدرسة في المجتمعات الى شرح وتفسير، يكفي أنها من أهم المؤسسات التي تسهم في بناء الانسان والمجتمع معاً، لما لها من تأثيرات كبرى تبدأ في مرحلة الطفولة وتستمر حتى فترة الشباب.
يكتسب منها الفرد المعرفة والوعي والعلم والثقافة، ويتعرّف عبرها على تاريخ وطنه الذي لم يعايشه. وبالطبع يحفل هذا التاريخ بالعديد من المحطات. يقضي الطالب معظم وقته في حفظها والتمعن في أحداثها. ولطالما يؤخذ على كتب التاريخ في لبنان اهتمامها بعرض التاريخ القديم، وتغييبها للتاريخ المعاصر. حيث تكاد تغيب حقبات مقاومة الاحتلال الصهيوني كثابتة وطنية عن صفحات المناهج المعتمدة.
تماماً كما تغيب المجازر التي ارتكبها العدو بالشعب اللبناني، والحروب التي شنّت على الحجر والبشر. ولعلّ هذه النقطة الأهم التي يجب أن تدرسها الأجيال المتلاحقة لتعرف عدوها، ولتعي الصفحات المشرفة للمقاومة في وجه الاحتلال، وفق ما يؤكّد رئيس الجمعية اللبنانية لمقاطعة “إسرائيل”، والناشط في حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” عبد الملك سكرية لموقع “العهد” الإخباري.
والأخطر من عدم إدراج الخطر الصهيوني في المناهج التربوية، برأي سكرية، يتمثل بما نشهده منذ سنوات في كتب الجغرافيا والأطالس في المدارس الخاصة، حيث تدرج “إسرائيل” على الخريطة وكأنها دولة كأي دولة أخرى.
يمر الأمر مرور الكرام وبشكل عادي. هذا الواقع مرفوض بشكل قاطع يقول سكرية، الذي يسأل: “على أي مبادئ بتنا نربي أولادنا؟”.
وهنا يوضح أنّ هذا الأمر محور متابعة مع الجهات الرسمية المعنية منذ سنوات، لكن وللأسف بدل أن تختفي هذه التجاوزات، شهدنا كثرة النماذج التي تجرأت على هذا الموضوع، ما دفعنا لأن ننظم حملة في وجهها لتصبح قضية رأي عام بمشاركة الأساتذة والمعلمين في مختلف القطاعات، ليس لشطب كلمة “إسرائيل” من الخارطة فحسب، بل لإدخال الدروس التي تتحدّث عن الخطر الصهيوني الى المناهج، ليعي التلميذ الحقبة السوداء التي مرّت على لبنان جراء الاحتلال، وليتعرف على المجازر المروعة بحق الشعب اللبناني. وأكثر من ذلك، ليتأكد أن 99 بالمئة من المشاكل التي يواجهها نتجت في الاساس جراء الغدة السرطانية التي زرعها الاستعمار.
نقطة أخرى يشير اليها سكرية تتعلّق بتغييب القضية الفلسطينية بشكل ممنهج، في المناهج والامتحانات الرسمية. هذه القضية المحقة التي يجب أن تكون على رأس اهتماماتنا وأولوياتنا يجري التعامل معها بخلفية الحرب الأهلية اللبنانية. وللأسف يجري التعتيم على حقوق شعب بأكمله، بدل التعامل معها على أنها قضية أمة، وكل ذلك لن يصب سوى في مصلحة العدو الصهيوني، يؤكّد سكرية، الذي يشير الى أنه واستناداً الى ما تقدم كان تحرك “حملة مقاطعة داعمي إسرائيل” و”اللقاء الوطني ضد التطبيع في لبنان”، وجاءت فكرة العريضة لجمع آلاف التواقيع من التربويين. المطلوب وفق سكرية تحويل هذا الواقع الى قضية رأي عام لأنها تعنينا وتعني أولادنا والأجيال القادمة. وهنا يأمل سكرية أن يتم الاستجابة لمطالب العريضة لأنها تعبر عن مطالب شعب بأكمله، والمفروض أن تكون بمثابة أمر واقع يُفرض على أصحاب القرار لأنها تعبير عن إرادة محقة” يختم سكرية.
موقع العهد اللبناني
اضف تعليقا