لليوم الأربعين بعيداً عن الشمس والنور، يقبعن الأسيرات الفلسطينيات في غرفهن دون الخروج لساحات سجن “هشارون”، احتجاجاً على إعادة تشغيل الكاميرات من قبل إدارة سجون الاحتلال، بتاريخ 5 أيلول الماضي.

واتخذت الأسيرات الفلسطينيات قراراً بالامتناع عن الخروج لـ”الفورة” في معتقل “هشارون” الاحتلالي، وهي الفترة المسموح بها للخروج للساحات، إذ يعتبرن أن إعادة تشغيل الكاميرات يمسّ بشكلٍ أساسي بحريتهن وحركتهن وينتهك خصوصيتهن حتى داخل السجن.

وأغلقت الأسيرات القسم بشكلٍ كامل، ورفضن الخروج للفورة حتى وقف تشغيل الكاميرات، ما استدعى حضور مدير السجن وضباط الأمن لمفاوضتهن أكثر من مرة على تشغيل الكاميرات لمدة ساعتين ونصف في النهار، إلا أنهن رفضن ذلك قطعياً.

أمهات الأسيرات بدأن بدق ناقوس الخطر، عقب تردي الحالة الصحية والنفسية للأسيرات تزامناً مع إضرابهن عن الخروج من غرفهم منذ 40 يوماً، حيث باشرت والداتهم بالكتابة عنهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوضيح ظروفهن والمناشدة بمساندتهن والوقوف معهن.

وأوضحت الأمهات عبر منشوراتهن على فيسبوك، أن بناتهن يعانين أوضاعاً صعبة، صحية ونفسية صعبة ومقلقة للغاية، وبدا على وجوههن الشحوب والتعب جراء عدم خروجهن للشمس منذ 40 يوماً.

وأشرن إلى أن سلطات الاحتلال تقوم بفصل الكهرباء عنهن لساعات طويلة، ويبقين بدون تهوية وبرطوبة عالية خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والاكتظاظ، حيث قالت أم أسيرة “بلا هواء ولا كهرباء ولا فورة”.

وكتبت إحدى أمهات الأسيرات عبر صفحتها على فيسبوك، “شاهدت ابنتي خلال الزيارة، وجهها شاحب ومتعب وحالتها صعبة”، مضيفة “يا ريتني ما زرتها وشفتها بهالمنظر”.

كما تعاني الأسيرات من الضغط والاكتظاظ، إذ وصل عددهن إلى 34 أسيرة، بينهن أسيرتان تفترشان الأرض، ويشعرون بحالة بالغة من الضيق بسبب العدد الكبير داخل الغرف، وبقائهن داخلها أكثر من 800 ساعة متواصلة.