أجرى موقع الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، اليوم، مُقابلة صحفية مع رئيس الهيئة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار خالد البطش، للحديث عن تطورات مسيرة العودة وأهدافها وأبرز نتائجها القريبة والبعيدة.

وقال البطش في تصريحات خاصة لموقع الحملة عن أهداف مسيرة العودة: “منذ انطلاقة المسيرة في آذار الماضي وضعنا هدفين للمسيرة الأول استراتيجي وهو الحفاظ على حق العودة وتوجيه الأجيال الناشئة لهذا الحق وجعلهم على مقرُبة من فلسطين التاريخية بالإضافة إلى التصدي لصفقة القرن ورفض فكرة الوطن البديل”، مضيفًا بأن الهدف الثاني هو هدف تكتيكي مرحلي متعلق بكسر الحصار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة والمستمرة منذ 12 عامًا.

وأشار البطش بأن مسيرات العودة أثبتت للعالم أجمع ولاسيما في 14 أيّار الماضي في ذكرى نقل السفارة الأمريكية للقدس بأن قطاع غزّة وشعبها لهم تأثير كبير في مواجهة العدو الصهيوني والتسلّط الأمريكي وأكدوا يومها عندما ارتقى 70 شهيدًا وأكثر من 3000 جريح بأن القدس للفلسطينيين وبأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عنصري، مشيرًا إلى أن الهمجية يومها لم تحدد مصير القدس بل ما يحدد مصيرها هم الشباب والمقاومون للعدو الصهيوني.

أما عن وتيرة المشاركة في المسيرات يقول البطش: “المراقب لمسيرات العودة يرى توجّه عشرات الآلاف أسبوعيًا إلى حدود قطاع غزّة الشرقية للتعبير عن رفض الاحتلال والحصار، مبينًا أن عدد المشاركين يزداد وينحصر بحسب ظروف عدّة فهناك عشرات الآلاف يشاركون في كل جمعة، فالعدد لا يقل عن 40 ألف مشارك في الجمعة وأحيانًا يصل لمئة ألف ومئتي ألف وفي بعض الأحيان يصل إلى المليون.

وأوضح البطش أن مسيرات العودة غير مرتبطة بالعدد بل بالفكرة، فالمسيرات تسير بوتيرة شبه واحدة لأن المشاركين في قطاع غزّة يؤمنون بأن هذه المسيرات أحد الأسلحة بأيديهم فإن تخلينا عن المسيرات سيكون لدينا بديل واحد هو فقط المقاومة المسلحة.

وبالتالي “المواجة المسلحة في هذه المرحلة مطلوبة ولكن نريد أن نعطي لمسيرة العودة الأهمية الكبرى، والنقطة المُهمة هي أن مسيرة العودة مستمرة ولن تتوقف حتى تُنجز أهدافها وفي مقدمتها حق العودة وكسر الحصار عن سكان قطاع غزّة”.

كلنا نعلم بأن المقاومة عملية تراكمية وكل فعل مقاوم مهما كان صغيرًا يدفع بعملية التحرير إلى الأمام ويختصر الوقت لكن هناك بعض الأصوات تسأل عن التضحيات التي بذلها المشاركون في مسيرة العودة، هل التضحيات توازي حجم النتائج؟ يقول البطش: “في البداية الفلسطينيون انطلقوا بمسيرات العودة لمواجه العدو الصهيوني، والاحتلال الصهيوني احتلال مدجج وموجود منذ عام 1948 والفلسطينيون يقدمون التضحيات لأنهم أصحاب حق وليس لأن المسائل تُقاس بالمسطرة بمعنى آخر موازين القوى اليوم مختزلة لصالح العدو الصهيوني ونحن نرى دائماً بأن القوى المستعمرة عندما تُهاجم بلدان آمنة تكون خسائر الشعوب كبيرة، لذلك لو تمكنا من امتلاك القوة العسكرية القادرة على طرد المحتل لما تأخرنا، وهذا ما دفعنا إلى اللجوء إلى المسيرات الشعبية تعبيرًا عن رفضنا للاحتلال الصهيوني”.

وأشار البطش إلى أن الفلسطينيين يقومون بهذه الجهود في ظل غياب دور الأمّة العربية والإسلامية واليوم مهمتنا في فلسطين أن نبقي مشعل المقاومة مُتّقدًا حتى تعود الأمّة لدورها الكبير في فلسطين.

وأضاف صحيح أن التضحيات كبيرة لكن العدو الإسرائيلي يقتلنا، فالأمة عندما تقف معنا وتدعمنا تصبح معادلة الخسائر متوازنة، لكن حتى اللحظة موازين القوى لصالح العدو الإسرائيلي وهو يقتلنا بدمٍ بارد، ولكن نُقدّم أشلائنا وأرواحنا في سبيل الدفاع عن قضايانا بصرف النظر عن ميزان الدم والتضحيات التي نبذلها ولكن إن كنا وحدنا في المعركة فبالتأكيد العدو سوف ينفرد بنا وسيلحق بنا أذى كبير ولكن ليس لدينا إلا خيار مواجهة الاحتلال والتصدي له.

أما عن دور منظمات المجتمع المدني يشير البطش إلى أن بعضها فاعل وبعضها شاهد زور وبعضها صامت عن جرائم العدو الصهيوني، وجزء منها يتحرّك معنا بإيجابية كبيرة لكن اللافت هو غياب منظمات المجتمع الإسلامي والعربي، فمعظم المجتمعات التي تشاطرنا الملفات وترفع بعض الملاحظات هي مؤسسات دولية وليست عربية، نحن حتى اللحظة لم نرَ مؤسسات قانونية عربية أو مدنية حاضرة معنا في المسيرات، مؤكداً أن المؤسسات الفاعلة على أرض الواقع هي مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني رغم ضعف إمكانياتها لكنها تشارك معنا وترفع التقارير الإعلامية والقانونية وتقارير انتهاكات العدو الصهيوني للفلسطينيين لكن مع الأسف غابت مؤسسات كبرى كالجامعة العربية ومؤسسة التعاون الإسلامي أو حتى مؤسسات الدول الإسلامية ذات الصبغة القانونية فلم نسمع عن أنشطة لهذه المنظمات التي ينبغي أن تكون داعمةً للقضية الفلسطينية أو لمسيرة العودة، مشيرًا إلى أنه ليس فقط المنظمات غائبة بل حتى ليس هناك دعم حقيقي لمسيرات العودة فهناك آلاف الجرحى ممن يحتاجون الرعاية الطبية والإنسانية وعشرات الشهداء، وللأسف لا نجد ما يكفي من دعم لهؤلاء الجرحى من أبناء الأمة أو من المنظمات المدنية العربية أو الإسلامية.