بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ المائدة:8-9.
مع التسليم لحكمة الله عزَّ وجلّ ورحمته، تنعَى إليكم الحملةُ العالمية للعودة إلى فلسطين، آسفةً حزينة، سماحةَ مولانا الشيخ إحسان هندريكس، رئيس مؤسسة القدس في جنوب إفريقيا، ورئيس مجلس القضاء الإسلامي فيها سابقاً، والمشارك الفاعل في العديد من نشاطات الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، الذي انتقل إلى رحمته تعالى يوم الجمعة 10/8/2018.
إن شخصيَّة الراحل الكبير تُثبت بوضوح أنَّ عملَ الإنسان الصادق أكبر أثراً وأطول بقاءً من حياته المادية، لأنَّ الصادق يمنح ما يصدر عنه من أعمال روحيَّة عظيمةً تحمل قوة البقاء والامتداد، رغم حواجز الزمان والمكان.
ولم يكن صدق مولانا إحسان هندريكس رحمه الله، ولا روحه السامية، ولا نفسه الطموح، هي وحدها العوامل التي ميّزت أعماله كلها، ونتوقع أن تمنحها قوة على التأثير الإيجابي حتى بعد وفاته؛ ولكن الراحل الكبير عرف أيضاً كيف يربط ذلك كلَّه بقضايا عظيمة، تتصل بأشرف المسائل الإنسانية.
ومن هنا كان كفاح الشيخ إحسان هندريكس رحمه الله في مواجهة العنصرية واستغلال الإنسان، سواء في جنوب إفريقيا أم في غيرها، ومن هنا كان ارتباطه الوثيق أيضاً بقضية فلسطين، التي نذرَ لها من روحه وقوته الشيء الكثير.
ولا شكّ في أن الراحل الكبير مولانا الشيخ إحسان هندريكس، بما تحلَّى بهذه الصفات، يصلح لأن يكون قدوة للعلماء العاملين، وللشرفاء المناضلين من أجل العدالة والسلام، خاصَّة وأن الراحل الكبير كان ينظر إلى القضية الفلسطينية كمحور للصراع من أجل حقوق الإنسان والعدالة، وليست مسألة بين اليهود والمسلمين، كما عبَّر منذ فترة وجيزة خلال مشاركته في التظاهرات ضد قرار الرئيس الأمريكي حول نقل مقرّ سفارة بلاده إلى القدس الشريف.
رحم الله تعالى الفقيد الشيخ إحسان هندريكس، ونسأله سبحانه أن يحشره مع الشهداء الذي قضوا حياتهم وماتوا وهم يعملون من أجل الحق والخير والعدل والسلام، وهؤلاء هم الشهداء لله، مهما كانت طريقة انتقالهم إلى دار البقاء.
ونتقدم إلى عائلة الفقيد العزيز، وإلى جميع السادة العلماء والمناضلين الشرفاء في جنوب إفريقيا، وإلى مناصري القضية الفلسطينية في العالم كلّه، بأصدق التعازي القلبية، باسم أعضاء الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين.
﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ القصص:83.
اضف تعليقا