لليوم الثالث والعشرين على التوالي، تواصل قوات الصهيوني إجراءاتها في الخان الأحمر، حيث تواصل فرض حصارها على المنطقة وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، إضافة إلى قمع المتظاهرين والنشطاء والأهالي المعتصمين في الخان منعاً لهدمه.

صباح اليوم الأربعاء، شدد العدو حصاره أكثر من العادة على الخان الأحمر، وبدأ الجنود الصهاينة برفقة آلياتهم العسكرية اقتحام المنطقة وإجراء تجريفات وتسهيلات فيها، إضافةً إلى منع النشطاء من الدخول والخروج بالمكان، وتجميعهم في مداخل التجمعات.

وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، عبد الله أبو رحمة: “إن جرافات الاحتلال بدأت بعمليات تسهيل بالمنطقة، وهي ماضية في إجراءاتها وسياساتها بالمكان، كما يواصل الاحتلال جلب تعزيزات عسكرية، مما يدلل على أنّه ماضٍ قدمًا في تنفيذ قرار هدم التجمع”.

وأوضح أن التواجد في الخان الأحمر يقدّر بالمئات، البارحة، ويتعزز التواجد في ساعات المساء وحتى ساعات الصباح، لكن المطلوب هو تكثيف التواجد في ساعات النهار حين يذهب الناس إلى أشغالهم وأعمالهم، حيث يبدأ الاحتلال بإجراءات عمليات عسكرية في المكان خلال النهار.

وحول إمكانية إقدام العدو الصهيوني على تنفيذ قرار الهدم بشكل مفاجئ، بالرغم من إصدار محكمة الاحتلال أمراً احترازياً يقضي بتجميد الهدم حتى الخامس عشر من تموز، قال أبو رحمة: “يبدو أن الاحتلال لا يأبه كثيراً بانتظار القرارات، وهو في الواقع وعلى الأرض يواصل تنفيذ قرار الهدم بدون رادع، متجاهلاً القوانين الدولية”، مضيفاً “نشطاء المقاومة الشعبية والأهالي يواصلون تحديهم لسلطات الاحتلال”.

من جهته، قال القيادي في المبادرة الوطنية صلاح الخواجا، إن الاحتلال مستمر في سياساته القمعية والهمجية كطبيعته، حيث يواصل الحصار والقمع واعتقال النشطاء والمتضامنين والتضييق على الأهالي بهدف ترحيل 181 شخصاً من الخان الأحمر موزعين في 40 تجمعاً.

من جهتها، ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن سلطات العدو الصهيوني تنوي خلال الأيام القليلة المقبلة العودة لهدم تجمع “الخان الأحمر” شرقي مدينة القدس المحتلة؛ على الرغم من وجود أمر مؤقت من المحكمة العليا لمنع الهدم.

وقررت المحكمة العليا قبل أيام منح الاحتلال حتى 16 من الشهر الجاري للرد على التماس قدمه محامون من جانب سكان القرية لمنع هدمها مع إصدارها أمراً مؤقتاً بوقف الهدم والبحث عن حلول أخرى، فيما بينت نيابة الاحتلال للمحكمة أمس، أنها تستعد للهدم خلال الأيام القريبة المقبلة، وأن القوات جاهزة في الميدان منذ أيام لتنفيذ أمر الهدم.

وكانت محكمة الاحتلال قررت في مايو الماضي هدم “الخان الأحمر”، حيث يعيش 190 فلسطينياً، وتوجد مدرسة تقدم خدمات التعليم لـ 170 طالباً من أماكن عديدة في المنطقة.

يشار إلى أن العدو الصهيوني يسعى لهدم 40 تجمعاً بمنطقة الخان الأحمر منها 24 في الأغوار و8 للقدس و8 بالخليل، تضمّ فلسطينيين يسعى العدو الصهيوني إلى تهجيرهم وإسكانهم في كرفانات قرب العيزرية وأبو ديس.

وينحدر سكّان التجمع البدوي من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس عام 1953، إثر تهجيرهم القسري من جانب السلطات “الإسرائيلية”، وتحيط بالتجمع مستوطنات، حيث يقع ضمن الأراضي التي يستهدفها الاحتلال لتنفيذ مشروعه الاستيطاني المسمى. “E1”