بقلم: عبدالله عيسى الموسوي
باحث في القضية الفلسطينية وعضو الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين في الكويت

في يوم 29 آب – أغسطس سنة 1979م أعلن الإمام الخميني قدس الله نفسه الزكية عن إقامة يوم عالمي للقدس عندما قال: (إنني ادعو عامة المسلمين في العالم والدول الإسلامية، للتضامن والتكاتف والتآزر من أجل قطع دابر هذا الكيان الغاصب وحماته.. انني أدعو المسلمين كافة إلى اعلان آخر جمعة من شهر رمضان، التي هي من أيام القدر ومن الممكن أن تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني، يوماً عالمياً للقدس، وان يحتفلوا به ويعلنوا عن تضامن المسلمين الدولي في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المسلم).

لقد كانت هذه نقطة التحول الاستراتيجي في تاريخ القضية الفلسطينية التي أراد أعداء الأمة أن تكون فلسطينية فقط حتى يتمكنوا من تصفيتها ليأتي الإمام الخميني ويجعلها قضية إسلامية وإنسانية تنبض في قلوبنا.. والدليل إننا اليوم مع ملايين المسلمين والشرفاء في عشرات الدول نحيي هذه المناسبة بعد سنوات طويلة من إعلانها.

فلسطين اليوم تعيش في أسوأ وضع لها من النكبة سنة 1948م ففي عجالة أستعرض لكم التقاط التالية:

  • في فلسطين الآن حوالي 6100 معتقل في السجون غالبيتهم بتهمة المقاومة فقط.
  • منذ عام 1967م إلى اليوم دخل سجون ومعتقلات الاحتلال حوالي مليون فلسطيني وسقط نحو 40 ألف شهيد.. أما الإصابات والإعاقات فهي تتجاوز 250 ألف حالة.
  • الكيان الصهيوني يقوم اليوم على مساحة 91% من مساحة فلسطين التاريخية.
  • مدينة القدس تتعرض الآن لأسوأ عملية تهويد لمعالها الإسلامية والمسيحية وعمليات هدم المعالم الإسلامية لم تتوقف وكان آخرها نقل السفارة الامريكية من مقرها في تل أبيب إلى القدس الشرقية المحتلة في مخالفة واضحة للقانون الدولي واستفزاز لمشاعر المسلمين في مختلف دول العالم.
  • قطاع غزة المنكوب يعاني الآن من وضع صحي واقتصادي وتعليمي مأساوي في ظل الحصار الخانق والمخالف للقوانين الدولية والإنسانية بدون أدنى اهتمام من المجتمع الدولي.

إن القانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان شاهد حي على زيف أدعياء حقوق الإنسان، فالقانون الدولي ينتهك كل يوم في فلسطين المحتلة منذ نشأة الكيان الصهيوني وتعتبر (إسرائيل) أكبر دولة في العالم صدر بحقها قرارات إدانة دولية وفي نفس الوقت هي الدولة الاعلى عالمياً في عدم احترام وتنفيذ القرارات الدولية سواء تلك الصادرة من مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية.. ولعل آخر إدانة صدرت قبل عدة أيام عندما أعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقرير يكشف عن الإرهاب الذي مارسه جيش الاحتلال قبل سنة من الآن في قطاع غزة.. وكانت نتيجة التصويت موافقة 45 دولة على الإدانة وامتناع خمسة دول و اعتراض أمريكا فقط كما هي عادتها في غالبية المحافل الدولية.

أنا قلتها سابقاً وأعيدها اليوم: القانون الدولي بالمجمل لا إشكال فيه ولكن العلة تكمن في التطبيق وفق لمزاج الدول العظمى وتحديداً الولايات المتحدة الامريكية ولو كان هذا القانون يطبق بعدالة لما كان هناك دولة اسمها إسرائيل أساساً لأنها كيان قائم على مخالفة القانون الدولي ولي دراسات علمية عديدة منشورة في هذا الخصوص.

كما أود أن أؤكد أن القانون الدولي وتحديداً اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع الشعوب تحت الاحتلال تعطي الحق لتلك الشعوب المحتلة بالمقاومة بكافة أشكالها بما في ذلك المقاومة المسلحة التي يطلق عليها ظلماً وتزييفاً للحقائق (إرهاب).

خلاصة الكلام: إن الحل للقضية الفلسطينية أوجزه بأهمية تقوية محور المقاومة في وجه كل مخططات أعداء الأمة وعدم الالتفات لكل الأبواق الهدامة التي تهدف لإضعاف المحور للقضاء عليه لا سمح الله.

في مؤتمر (هرتسليا) السنوي في إسرائيل الذي يوجه سياسات الدولة جاء في خلاصة إحدى توصياته قبل عدة أعوام: (إذا استطعنا أن نجعل المسلم السني يعادي حزب الله وفي نفس الوقت استطعنا أن نجعل المسلم الشيعي يعادي حركة حماس فإن هذا إنجاز عظيم يدعم بقاء دولة إسرائيل قوية في المنطقة).

فهل وصلت رسالة وهدف الإمام الخميني رحمه الله من إقامة يوم القدس العالمي لكم؟