انطلق سباق “طواف إيطاليا 2018” اليوم الجمعة في القدس المحتلة، بعد أن دفعت “إسرائيل” الملايين لتنظيمه بمناسبة ذكرى “استقلالها” الموافق لذكرى “نكبة الشعب الفلسطيني”، وذلك بدعمٍ إماراتي وبحريني للسباق، ووسط دعوات بالمقاطعة.

وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن “جيرو إيطاليا” أو طواف إيطاليا، هو أهم حدث تاريخي تستضيفه “إسرائيل” في تاريخها، وهو سباق للدراجات الهوائية من المقرر أن يبدأ في القدس غداً الجمعة، ويستمر حتى (21) يوماً، حيث دفعت 10 ملايين يورو لاستضافته، كجزء من جهودها الدعائية، التي تحاكي نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، من أجل استخدام الرياضة لإخفاء نظام الاحتلال العسكري ونظام الفصل العنصري الذي فرضته منذ عقود على الشعب الفلسطيني.

الجدير بالذكر أن السباق يخرج من حدود أوروبا للمرة الأولى منذ انطلاقه عام 1909، بالإضافة إلى أن هذه أول مرّة تُقيم “إسرائيل” حدثًا رياضيًا بهذه الضخامة، منذ إنشاء مستعمراتها وقيام النكبة، ويقف وراء تنظيمه اليهودي “سيلفان آدامز”، وهو مالك شركة عقارية يهودية كندية، يقدر صافي أعمالها بـ 1.7 مليار دولار انتقلت إلى “إسرائيل” قبل عدة سنوات، وقد دفع “70 مليون شيكل/19.5 مليون دولار”، لجلب السباق إلى “إسرائيل”.

وبحسب الصحيفة، فإن هدفين أساسيين يتمثلان خلف نقل سباق الدراجات الهوائية إلى “إسرائيل”، أولهما أن يكون السباق أداة من أدوات القوة الناعمة للبلاد لإظهار إسرائيل للعالم كبلد سياحي جميل، كما فعلت فرنسا وكذلك الإيطاليون، أما السبب الآخر فهو هوس الرجل بالسباق، و”يا حبذا لو كان الأمر على أرض الميعاد” حسب وصفه.

كما تهدف وزارة السياحة بحكومة الاحتلال من وراء سباق “جيرو إيطاليا” إلى زيادة عدد السائحين ورفعه إلى 5 ملايين سائح، مقارنة بـ 3.6 ملايين سائح في العام الماضي، وقد أنفقت وزارة السياحة “الإسرائيلية” نفسها على الحدث 6.25  مليون شيكل/ 2 مليون دولار، معولة على القدر الكبير من الصحفيين القادمين من 195 دولة، ليروا المناظر الطبييعة، ويغطوا فعاليات السباق.

دعوات لمقاطعة التطبيع
من جهتها، أطلقت حركتا مقاطعة إسرائيل العالمية (BDS) و”مقاطعة إسرائيل من الداخل”، وسمًا ”#اسحبوا_دراجاتكم“، بهدف الضغط على الإمارات والبحرين للانسحاب من سباق “طواف إيطاليا 2018” (Giro d’Italia)، قائلتان إنه يساهم في تلميع صورة الاحتلال العسكري الإسرائيلي وسياسات “إسرائيل” العنصرية ضد الفلسطينيين، خاصة أنه سيقام في القدس المحتلة.

وقامت حركة مقاطعة إسرائيل، بإصدار بيان استنكار لحضور السباق الضخم بعد أن توجهت مراراً إلى القائمين عليه مطالبة إياهم بإلغائه على اعتباره برنامج يُضفي شرعية على دولة أبرتهايد استعمارية وعسكرية، تضطهد الفلسطينيين على مدار العقود منذ “قيامها” وحتى أيامنا هذه.

وأضافت الحركة في بيانها أن السباق يدعم حكومة العدة الإسرائيلية بشكل فعلي، في التصوير الكاذب للقدس المحتلة على أنها “عاصمتها الموحدة”، الأمر الذي لا يعترف به حتى المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن “السباق سيشكل مفتاح أساس في احتفالات “إسرائيل” بذكرى استقلالها، في حين عملت عصاباتها الصهيونية، التي تحولت في ما بعد إلى جيشها، على طرد ما يقارب من الـ800 ألف فلسطيني من سكان البلاد الأصلانيين، مسلمين ومسيحيين، من وطنهم”.

وتابع البيان أنّه “كما لم يكن مقبولًا أن ينطلق سباق ‘جيرو دي إيطاليا’ من الأبارتهايد في جنوب أفريقيا في ثمانينيات القرن الماضي، فمن غير المقبول أيضًا، أن ينطلق من “إسرائيل”، لأنه سيبصم بالموافقة على الاضطهاد الإسرائيلي للفلسطينيين، مؤكدة “أنّ السباق يتعامل مع شركة استيطانية غير قانونية، واحدة على الأقل”.

ولفتت وسائل إعلامية إسرائيلية، أن  أبوظبي تشارك في سباق “جيرو إيطاليا” من خلال دعمها التمويلي والدعائي للمتسابق فابيو آرو و فريقه، بينما تدعم البحرين فريقًا آخر وهو بوزوفيفو الإيطالي، فيما دعا الناشطون الفريقين الإماراتي والبحريني إلى الانسحاب من السباق المذكور، رفضاً للتطبيع وسياسة العدو الإسرائيلي.