انطلقت فعاليات اليوم الثاني من الملتقى الدولي الرابع للتضامن مع فلسطين، الذي تنظمه الحملة العالمية للعودة الى فلسطين، في منطقة الجبة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي افتتاح اليوم الثاني للملتقى، عُرض فيلم قصير عن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والانتهاكات الإنسانية الفاضحة بما يخالف كل القوانين والأعراف الدولية.
عقب ذلك، تحدثت منسقة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء العرب والفلسطينيين المحتجزة لدى الاحتلال الاسرائيلي، سلوى رزق الله، لافتة إلى أن عدد الشهداء المحتجزين هو أكثر من 235.
وأضافت رزق الله: “بدأنا التحرك القانوني لاسترجاع مجموعة من الشهداء قبل عدة أعوام، وفي العام 2010 استطعنا استرجاع جثمان الشهيد مشهور العروري بعد 34 عاماً من الاحتجاز.”
فيما بعد، عُرض فيلم قصير عن الشهيد الفلسطيني الطفل محمد أبو خضير، الذي خُطف وعُذب وأُحرق وهو على قيد الحياة، على أيدي مستوطنين “إسرائيليين” عام 2014.
وتحدث حسين أبو خضير، والد الطفل الشهيد، خلال الملتقى واصفاً جريمة الاحتلال الإسرائيلي بحق ابنه بأنها “تصرف وحشي لا يمكن السكوت عنه”.
وأضاف والد الشهيد قائلاً: “لولا كاميرات المراقبة الموجودة لدينا، والتي وثّقت عملية خطف ابني، لوضعت القضية ضد مجهول”، مشيراً إلى عدم وجود أي دعم لعائلة الشهيد طيلة فترة المحاكمات.
وعُرض أيضاً ضمن الفعاليات تقريراً مصوراً يُظهر انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الفلسطينيين، وأوضح التقرير أنه منذ عام 2000 حتّى اليوم، قُتل نحو 2031 طفلاً فلسطينياً وفق احصاءات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، بينما اعتقل خلال هذه السنوات نحو 10000 طفل فلسطيني، يشكل المقدسيون النسبة الأكبر منهم.
وعُرض أيضاً ضمن الفعاليات تقريراً مصوراً يُظهر انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الفلسطينيين، وأوضح التقرير أنه منذ عام 2000 حتّى اليوم، قُتل نحو 2031 طفلاً فلسطينياً وفق احصاءات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، بينما اعتقل خلال هذه السنوات نحو 10000 طفل فلسطيني، يشكل المقدسيون النسبة الأكبر منهم.
كما عُرض فيلم قصير عن الاستيطان الإسرائيلي في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة، ولاسيما في القدس والضفة الغربية المحتلتين، الأمر الذي يؤكد نية الصهاينة بالسيطرة الكاملة على فلسطين وتفريغها من أهلها.
وحول قضية الاستيطان، تحدث أحد ناشطي الأراضي المحتلة بكر عبد الحق خلال الملتقى قائلاً: “الهدف من المستوطنات هو إيجاد تجمعات سكانية كبرى في محيط المدن الفلسطينية وإجبار الفلسطينيين على التوسع بشكل عامودي، ما يؤدي إلى مستوى اقتصادي متدني ومشاكل اجتماعية.”
وتابع: “هناك مخطط استيطاني يمتد من جنوب شرق محافظة نابلس حتى منطقة كفرقاسم غرباً، يضم تجمعات مستوطنات كبرى، ومن شأنه تقسيم الضفة إلى قسمين يسعى الاحتلال من خلاله إلى إذابة الوجود الفلسطيني”، معتبراً أن ما يعيشه الفلسطينيون اليوم هو من تبعات الاعتراف الأمريكي بأن القدس عاصمة “إسرائيل”.
عقب ذلك عُرض فيلمان قصيران، الأول عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، والثاني عن حصار قطاع غزة المستمر منذ 12 عاماً.
من جانبه، قال رئيس جمعية “زهرة الشمال” للثقافة والفنون، المناضل قيس عوايص، خلال مداخلة له في الملتقى: إن الشعب الفلسطيني لم يهدأ يوماً في مقاومته للاحتلال على شكل هبّات، مشيراً إلى هبّة عام 1976 التي وحّدت ما بين شعب فلسطين في الداخل والخارج، إضافة الى انتفاضة عام 1982 التي تزامنت مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
بدوره، تحدث الحاخام اليهودي رئيس منظمة ناتوري كارتا الرابي يزرائيل دايفيد وايز قائلاً: “إن هناك تضارباً مباشراً بين اليهودية والصهيونية” لافتاً إلى أن “إسرائيل” وُجدت كي تناهض اليهودية وتتخلص منها.
وشدد وايز على أن اليهوديون الحقيقيون لا يقبلون باحتلال الأراضي الفلسطينية بأي شكل من الأشكال، مضيفاً: “إن التوراة يمنع قتل أي الإنسان أو اضطهاده”، معرباً عن شكره للأمة العربية والإسلامية التي تعامل اليهود بـ “حُسن الضيافة”.
وشهدت الجلسة الأولى أيضاً مداخلات لعدد من الشخصيات المناضلة من أجل القضية الفلسطينية، والتي ركزت على فضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
بعد ذلك، افتتحت الجلسة الثانية من الملتقى الدولي، حيث تحدثت المتطوعة البلجيكية ميريام دي لي قائلة: “هناك مشكلات تواجهنا في أوروبا، وهي أن الحكومات تحاول وضع حد للناشطين، لذا نحاول إنشاء بيئة تسمح للناس بالتعبير عن مقاطعتها لإسرائيل”.
فيما أشاد العضو المؤسس في الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين حيدر دقماق بالمقاومة الفلسطينية الأخلاقية ضد الاحتلال، وبالجهد الكبير الذي يبذله المجتمع المدني والمنظمات الأهلية على مستوى العالم لمناصرة القضية.
وتابع: “قمنا بالتعاون مع الفعاليات المسيحية المشرقية بتفعيل التواصل بين الكنائس الشرقية والغربية لدعم القضية ومواجهة رياح التدمير والفوضى التي تعصف بالعالم العربي والإسلامي”، مشيراً إلى ضرورة العمل على برامج وفعاليات ترسخ مبدأ النضال من أجل فلسطين.
عقب ذلك، قال العضو في مؤسسة “سود من أجل فلسطين” كرستيان دافيز بايلي في كلمة له: “قمنا بنشر بيان تضامن ودعم مع فلسطين ووقّع عليها ناشطين وطلاب ومعتقلين سياسيين، وعلى أساس البيان طورنا علاقتنا مع الفلسطينيين في الولايات المتحدة ومعظم أنحاء العالم.”
وأضاف: “نركز في عملنا على بناء العلاقات المجتمعية بين الشعوب الأفريقية والعربية لنتمكن من التحرر من الهيمنة الأمريكية والصهيونية.”
بدوره، تطرق منسق الحملة العالمية للعودة الى فلسطين في أمريكا اللاتينية، أدغاردو روبن أسعد، في مداخلة له في الملتقى إلى ضرورة العمل على إنشاء كتلة إعلامية تتسم بسرعة نشر الأخبار، مشيداً بأهمية العمل في منظمات المجتمع المدني وفاعليته.
من جانبها، تحدثت ياسمين نجار، الفتاة الفلسطينية ذات الرجل الاصطناعية، عن معاناتها مع تركيب الطرف الصناعي، لأن الصهاينة منعوها من السفر والعلاج خارجاً بحجة أن ذلك يشكل خطراً على “إسرائيل”.
ولفتت نجار إلى أن هناك عدد كبير من ذوي الإعاقات في فلسطين، أصيبوا نتيجة الحروب المتتالية في غزة، مشيرة إلى أن كيان الاحتلال ركز في الانتفاضة الأولى على قنص عيون الأطفال.
فيما بعد، وصف المناضل الفلسطيني وائل جودي تاريخ 26 شباط عام 1988 بأنه “تاريخ لا ينسى”، ولاسيما أنه اليوم الذي طلب به رئيس وزراء “إسرائيل” من جنوده القيام بتكسير عظام أطفال الحجارة.
من جهته، بيّن الناشط في منظمة الجماعة الخضراء باسكتلندا، ماتيوس ماثيو، أنهم رغم كل المصاعب تمكّنوا من جمع مبلغ 170 ألف جنيه استرليني لمساعدة الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو في المخيمات.
إلى ذلك، أعرب مدرب فريق رياضي سابق في تشيلي وعضو الحملة العالمية نيكولا هيدوي في مداخلة له عن تضامه مع القضية الفلسطينية، مضيفاً: “لدينا في تشيلي عدة اجتماعات وجلسات دعمت قضية السجناء السياسيين في فلسطين والعالم”، داعياً بذلك كل البلدان إلى تشكيل لجان تضامن مع السجناء السياسيين.
من جانبه، وصف منسق في حركة “عمال بلا أرض” في البرازيل مارسيليو بوزيتو فلسطين بأنها فيتنام، في إشارة منه إلى أن تحرير القدس أمر حتمي كما تحرر فيتنام سابقاً.
إلى أن افتتحت الجلسة الثالثة من فعاليات الملتقى، والتي تهدف إلى الخروج ببرنامج مشترك يتعاون أعضاء الحملة على إنجاز أعماله ومقرراته، على أساس ورقة عمل مقدمة مسبقاً، وتقسم اللجان موضوعياً إلى ثلاثة، وهي: “لجنة العودة، لجنة القدس ولجنة التصدي للتطبيع”.
وتحدث مفتى القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين خلال هذه الجلسة قائلاً: “إن القدس تتعرض الآن لأكثر من حملة عدائية، أولها الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول طمس الحضارة العربية والإسلامية فيها عبر فرض القوانين وسنّها، وثانياً قرار فرض الضرائب على الأماكن المقدسة وقرارات التضييق على الفلسطينيين”.
وتابع قائلاً: “لابد من تهيئة وسائل صمود للفلسطينيين، عبر دعم القطاعات التعليمية والطبية”، معتبراً في الوقت ذاته قرار ترامب الأخير بأنه “عدوان على القانونين الدولي والإنساني معاً”، مؤكداً على ضرورة تفعيل القرارات الدولية التي تمنع طمس حقوق الشعوب.
من جهته، أكد رئيس مركز يافا للدراسات في القاهرة رفعت محمد سيد أحمد أن فلسطين هي قضية مركزية في الضمير العربي والإسلامي، مبيناً أن واجب كل مسلم وإنسان حر أن يعمل لتحرير القدس”.
وأضاف سيد أحمد: “للإعلام دور مهم في دعم القضية، وأقترح أن نسمي يوم 15 أيار بيوم غضب فلسطيني أو يمكن أيضاً تسمية أسبوع أو شهر، لأننا نواجه قرار نكبة جديدة لفلسطين”.
وختم سيد أحد حديثه بالقول: “إن قضية فلسطين هي قضية بقاء ومصير وليس من حق هذا الجيل أن يصادر حق الأجيال القادمة باسترداد الأراضي المحتلة”.
بدوره، بيّن منسق الشبكة العربية للسيادة على الغذاء عبد الحسن محمد الجعجع أن أكثر من 61% من مساحة الضفة الغربية تخضع لسيطرة الاحتلال، مشيراً إلى أن حوالي 12% فقط من المياه الجوفية متاحة للفلسطينيين”.
ولفت الجعجع إلى أن أكثر من 95% من المياه في غزة غير صالحة للشرب، فضلاً عن أن 50% من سكان غزة في حالة انعدام للأمن الغذائي”، مضيفاً: “نجري الفحوصات اللازمة للأشجار المقدمة للفلسطينيين، ونقوم بكل ما يساعد على التنمية المستدامة، وقمنا بمشروع تمكين السيدات في القدس من أجل إنتاج المعجنات”.
عقب ذلك، تحدث محمد شاهين، عضو جمعية مغاوير الفاتح وجمعية القدس في تركيا قائلاً: “كلكم تعملون أن القدس لها روابط تاريخية مع الدولة التركية تاريخياً ودينياً وثقافياً وفي شتى المجالات”.
وتابع: “سيتم تشكيل حلقة متابعة لأجل التنسيق بهدف منع تنفيذ القرار الأمريكي”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تركيا لديها طاقة من الأفراد الذين يعشقون القدس والقضية.
فيما شدد رئيس جمعية الإرشاد للتربية والأعمال الخيرية في ساحل العاج عبدالله باندي على ضرورة بذل الجهد واستثمار الإعلام لنصرة القضية الفلسطينية.
أقيم في نهاية اليوم الثاني من الملتقى الدولي الرابع للتضامن مع فلسطين، سهرة مسائية، بمشاركة مجموعة من الشبان والعازفين الفلسطينيين.
فيما ألقت والدة الشهيد عماد مغنية كلمة خلال الأمسية، أعربت خلالها عن شكرها للمُنظمين، مؤكدة أن فلسطين هيّ بوصلة كل مقاوم.
كما تحدث الأسير الفلسطيني المحرر من سجون الاحتلال، محمد البلبول، خلال الأمسية مبيناً أن حجم تضحيات الشعب الفلسطيني لا تُقدر بثمن، داعياً كل أحرار العالم إلى مناصرة القضية.
أيضاً، عزفت المجموعة الفلسطينية المشاركة في الأمسية مقطوعات موسيقية تحاكي تراث بلادهم، أبرزها: “أنا دمي فلسطيني، فدائي، وغيرها..”.
اضف تعليقا