عندما كان خطابها الإعلامي محصورًا في حالات بعينها، أصبحتْ للبطريركية اليونانية في القدس المحتلة صفحةٌ ناطقةٌ باللغة العربية على موقع “فيسبوك”، لا تتوقفُ المنشوراتُ على أنواعِها على مدار الأسبوع على تلك الصفحة، والرسالة النهائية التي تعززها: “البطريرك اليوناني ثيوفيلوس الثالث محبوب الجماهير ومناهض السياسات الإسرائيلية”.
ويلاحظ منذ بداية تشرين الأول 2017 تقريبًا حراك إعلامي نشط من طرف المؤيدين والمدافعين عن البطريرك اليوناني ثيوفيلوس الثالث، خاصة على صفحات الفيسبوك، فقد ظهرت صفحتان على الفيسبوك تتبنى موقف البطريرك وتتحدث باسم البطريركية.
تحرص تلك الصفحتان على تصوير البطريرك ثيوفيلوس الثالث كـرجل دين مناهض للسياسات “الإسرائيلية”، من خلال التركيز على تصريحاته ضدّ قوانين الاحتلال وإجراءاته بحق الكنائس والقدس، على الرغم من أنه وفي ذات الصفحتين، تُنشر صور البطريرك في لقاء مع شخصيات “إسرائيلية” كرئيس دولة الاحتلال “ريئوفن ريفلين”.
كما تُكثِرُ تلك الصفحات من نشر أخبار وصور كل صغيرة وكبيرة تخصّ البطريركية، وبالذات الزيارات التي يجريها بعضُ أبناء الطائفة الأرثوذكسية في أوقات الأعياد المسيحية للبطريرك، وسط استخدام تعابير مثل “الدعم” للإشارة إلى علاقة هؤلاء بالبطريرك.
وبطبيعة الحال، لا تتضمن تلك الأخبار أي صور لاستقبال البطريرك بالأحذية والبيض في بيت لحم، ومحاولة منعه من دخول كنيسة المهد عشية عيد الميلاد الشرقي، بالإضافة إلى صفحات الفيسبوك، افتتحت “مجموعة” فيسبوكية (جروب) ينشط فيه بعض موظفي البطريركية في نشر أخبار وتقارير حول البطريركية ورهبانها اليونانيين.
وبشكل ملحوظ، وأكثر من ذي قبل، أصبحت البطريركية أكثر نشاطًا في إصدار البيانات الصحفية وتوزيعها على الصحفيين، ونشرها في الصحف الفلسطينية.
وقد كان من بين ذلك البيان الصحفي الذي عبّر فيه البطريرك عن “أسفه” للدعوة لمقاطعته وعزله والتي صدرت عن المؤتمر الشعبي لدعم القضية الأرثوذكسية المنعقد في بيت لحم مطلع تشرين الأول الماضي.
كما كانت الزيارات الرسمية التي يكون البطريرك طرفًا فيها، وخاصة خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني، تُلحق وعلى نحو من السرعة ببيانات صحفية وصور لتعزيز الخطاب بأن البطريرك يحظى بدعم وقبول رسمي وشعبي.
أما هذه الشركة، فهي شركة “ديبي كوميونيكيشن” Debby Communications، والتي تحمل اسم عائلة مؤسسها “موشيه ديبي”.
في صفحتها على شبكة الإنترنت تعرّف الشركة بذاتها كالتالي: “مجموعة ديبي هي شركة علاقات عامة، بناء استراتيجية إعلامية ورقمية، من الشركات الأبرز في “إسرائيل”، أسست الشركة في العام 2004 على يد “موشيه ديبي” والذي عمل لأكثر من عقد كمستشار إعلامي مخضرم في وزارات حكومية مختلفة”.
يشار إلى أن“موشيه ديبي”، عمل، وما زال يعمل، مستشاراً إعلامياً لجهات حكومية “إسرائيلية” عدة، فقد كان بين الأعوام 2002-2004 مستشاراً إعلامياً لوزير الخارجية الإسرائيلي “سيلفان شالوم”، وعمل كذلك مستشاراً لوزارة المالية الإسرائيلية. كما أن وزارة شؤون المخابرات ووزارة القضايا الاستراتيجية قد استأجرتا خدمات “موشيه ديبي” في العام 2014 لمدة ستة شهور بقيمة 50 ألف شيكل.
اضف تعليقا