ألم و حسرة, اعتقال و تشرد ظروف قاسية عاشتها ابنة السابعة عشر ربيعًا إيمان أبو صبيح ابنة الشهيد مصباح أبو صبيح ولكن وعلى الرغم من الظروف التي عاشتها هذه الفتاة استطاعت بإصرارها و عزيمتها, أن تحقق مرادها وذلك بنجاحها وحصولها على معدل 84 في المائة بالفرع العلمي، في امتحان شهادة الثانوية العامة.

الفرحة الغامرة في منزل الشهيد مصباح أبو صبيح، لم تخف مسحة الحزن لدى أفراد العائلة الذين اجتمعوا في منزله ليحتفلوا، على طريقتهم الخاصة، بنجاح إيمان, فرحة ممزوجة بالحزن على فراق الشهيد، كما يقول عمّ إيمان، والذي لم يخف دمعته وهو يتحدث عن نجاح ابنة شقيقه الشهيد، والتي كانت أمل والدها في التميز والتفوق وتشريف العائلة بنجاحها.

تقول إيمان: “كنت أتمنى أن يكون أبي إلى جانبي الآن يشاركني الفرحة بالنجاح، مثل سائر زميلاتي اللواتي حضرن إلى المدرسة مع آبائهن لاستلام نتيجة النجاح، مع ذلك، رافقني جدي، وكان حضوره معي سندًا وتشجيعًا، انتابني إحساس غريب عندما استلمت النتيجة بأن والدي معنا، لقد كان على الدوام مشجعًا ومحفزًا لي”.

لقد اختارت إيمان استكمال تحصيلها العلمي في تخصص الصيدلة، كانت تلك رغبة والدها، وغابت عن إيمان أيضًا فرحة شقيقيها صبيح وعز الدين الأسيرين لدى الاحتلال: “كنت أتمنى أن يكونا أيضًا حاضرين معنا ليشاركاني الفرحة ويعوضاني عن غياب والدي”.

أما والدة إيمان، فكانت ما بين ابتسامة ودمعة، والحال كذلك بالنسبة للجدّ الذي عانق حفيدته واحتضنها، وكان مع الجالسين في بيت الشهيد يستقبل المهنئين بنجاح حفيدته، ويعدها بأن يحقق حلمها وحلم والدها بالدراسة والنجاح أيضًا والتفوق في دراستها الجامعية.

لقد سبقت إيمان شقيقيها في الاعتقال، بعد أن أسرها جنود الاحتلال عقب استشهاد والدها، على خلفية تسجيلها شريط فيديو نشر على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأشادت فيه بوالدها، حيث وضعت رهن التوقيف والاحتجاز لأكثر من أسبوع، وأفرج عنها بغرامة مالية, ومنعت من التصريح للصحافة أو النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمدة 6 أشهر.

أما منزل والدها الشهيد، فقد صدر قرار من الاحتلال بمصادرته ووضع اليد عليه، تمهيدًا لهدمه، وفقا لما أعلن في ذلك الحين ناطق باسم جيش الاحتلال.

يذكر أن والد إيمان، الشهيد مصباح أبو صبيح، كان قد نفّذ، في التاسع من شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 2016، عملية فدائية جريئة، قتل فيها شرطي ومستوطنة، وأصاب خمسة آخرون بجروح، قبل أن يرتقي شهيدًا.

والشهيد أبو صبيح، أسير محرر اعتقل في عام 2013 من منطقة باب حطة بالقدس القديمة، بتهمة ضرب شرطي احتلالي، وأفرج عنه، وفوجئ بإعادة فتح القضية ضده عام 2015، ليحكم بالسجن الفعلي مدة 4 أشهر.