أغلق الاحتلال صباح اليوم مقرّ اتّحاد لجان العمل الزراعي في الضفة الغربية بعد مداهمته ومصادرة بعض من ممتلكاته ووثائقه.
فقد داهمت قوّة من جيش الاحتلال مركز الاتحاد الرئيسي في رام الله صباح اليوم الأربعاء وأغلقت المدخل بشكل تام بعد اقتحام المركز وتفتيشه ومصادرة أغراض وأوراق موجودة فيه، وألصقت ورقتين بالعربية والعبرية موقّعة باسم “قائد قوّات جيش الدفاع الإسرائيلي في يهودا والسامرة” تعلن فيها إغلاق المكان لمدّة ستّة أشهر بسبب اعتبار قائد جيش الاحتلال الأمر ضرورياً “للحفاظ على الأمن”!
الاتّحاد الذي هو عبارة عن مؤسسة أهلية زراعية غير حكومية، تأسست عام 1986 بمبادرة من مجموعة من المهندسين الزراعيين وقد كان اعتماد المؤسسة منذ تأسيسها على المتطوعين بالكامل بحيث شكلت لجان زراعية في الضفة الغربية وقطاع غزة هدفها العمل على تحديد أولوية المزارعين وتوجيههم وتدريبهم ومساعدتهم في العمل وتأمين الظروف المناسبة لهم لتحسين الانتاج، وهي مسجّلة في وزارة الداخلية الفلسطينية وفقًا لقانون الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية غير الحكومية وتعتبر واحدة من أكبر مؤسسات التنمية الزراعية في فلسطين.
وللاتحاد خمسة فروع في رام الله وهو الفرع الرئيسي، وفي غزة وأريحا ونابلس والخليل، ومن خلال عمله ومساهمته في تنشيط الزراعة حاز على عدّة جوائز عربية وعالمية من أهمها “جائزة السيادة الغذائية”، و”جائزة خط الاستواء”، و”جائزة الإبداع العربي في الإبداع الاقتصادي” كما نجح في توأمة جهوده مع مؤسسات دولية وأوروبية والدخول كعضو فاعل في عدّة لجان وشبكات عالمية معنية بتطوير العمل الزراعي.
مدير عام اتحاد لجان العمل الزراعي فؤاد أبو سيف قال في تصريح له عقب المداهمة: “الاحتلال أغلق مقر الاتحاد بسبب عملنا في مناطق “ج” في استصلاح الأراضي، فشعارنا حماية الأرض الفلسطينية من المصادرة وهذا الأمر يؤرقهم!”
ويسعى الاحتلال منذ أكثر من عامين لضمّ منطقة الأغوار أو المنطقة التي يسمّيها “منطقة ج” ضمن خطّته في الفصل بين الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وتقسيمها قانونياً إلى مناطق يتبعها تقسيم جغرافي وهوياتي، يسعى الاحتلال من خلاله إلى فرض سيطرته وتكريس سلطته تحت استراتيجية “فرّق تسد”.
هذا بالإضافة إلى سعي الاحتلال الدائم لمواجهة أي محاولات تنموية على مستوى الزراعة في فلسطين، بسبب ما يعرفه الاحتلال جيداً من قدرة الزراعة على تثبيت الفلسطينيين في أرضهم وزيادة تعلّقهم بها، فضلاً عن تثبيت شرعية وجودهم في أرضهم التاريخية.