افتتحت جمعية “التراث الوطني الفلسطيني” ولجان العمل في المخيمات وبالتعاون مع الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، معرض “التراث الوطني الفلسطيني الثاني عشر”، في مسرح المدينة، برعاية وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي وحضوره.

وحضر الفعالية سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، والمستشار الثقافي ممثل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد رضا فرهاني، والنائب الوليد سكرية، ومسؤول العلاقات الدولية في حركة “حماس” أسامة حمدان، والشاعر غسان مطر وحشد شعبي وممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية.

وبدأ الحفل بالنشيدين اللبناني والفلسطيني عزفتهما فرقة “أطفال بيت الصمود”، ثم ألقى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي كلمة “حزب الله” فقال: “عندما نتحدث عن التراث وخاصة في فلسطين التي تعرضت لكل أنواع المحن وسرقة الأرض، وعندما نتمسك بالتراث، فهذا يعني رسائل مهمة، هذا يعني إننا نتمسك بالتراث، الحضارة، التقاليد الشعبية، التاريخ العريق للأمم مهما تغيرت الظروف والأحوال”.

وأضاف قماطي: “عندما نجتمع هنا لنفتتح معرضا للتراث الفلسطيني، هذا يعني أن الشعب الفلسطيني في الشتات متمسك بحقوقه وتراثه حتى يعود إلى أرضه محررة كاملة من رجس الإحتلال”.

وتابع: “نعيش اليوم في ظل تطورات كبرى لأنها امتداد لقناعات ومبادئ والتزام للعقيدة الدينية الإسلامية والمسيحية، وإن هذه المنطقة، منطقة الشرق الأوسط وجوهرها فلسطين، أرض مهد السيد المسيح ومعراج النبي محمد، وعندما نتحدث عن عمق الشرق ورسالاته السماوية في هذه المنطقة فإنها أرض فلسطين”.

وقال: “يريدون تلويث هذا الشرق، حيث جاؤوا إلينا بالسلاح والسيطرة على الأرض والقرارات، وها نحن نشاهد اليوم أبشع انواع الإعتداءات الذي جاء به الغرب، وهنا أقصد الغرب السياسي للحكومات وليس شعوب الغرب، أنظمة الغرب المستبدة التي لا تحسب سياساتها إلا بالنفط والغاز والدولار وتريد أن تهيمن وتمارس الطاغوت على العالم.

من هذا الشرق نحن نقاوم لأجل ثقافتنا وهويتنا ولكي نحفظ حضارتنا، وهم يريدون بكل وسيلة حرماننا من ثرواتنا ومن العيش بنقاء وصفاء وحرية لأجل مصالحهم.

نريد أن تبقى القدس عاصمة لكل فلسطين، فيما الإدارة الأميركية رأس الشيطان الأكبر تريد عكس ذلك، فمن أنت يا ترامب وغيرك كي تقرر؟ فنحن من نمثل هذه الأرض ولا تستطيع يا ترامب أن تقرر وتنقل القدس كما تريد. نحن على طريق المقاومة وصولاً إلى تحرير الأرض كاملة وتحرير إنسان الأرض”.

ووصف قماطي ما يحصل بـ”صفحة جديدة من الإستكبار على شعوب المنطقة بقرار من ترامب بتوقيعه الحبر على الورق، بنقل الجولان إلى سيادة إسرائيل”، معلناً أن “محور المقاومة لن يسمح بمرور هذه المؤامرات من الجولان إلى فلسطين إلى كل أرض محتلة”، وقال: “اليوم صواريخنا في الأرض المحتلة، في الماضي كنا نجهد وكانت المقاومة الفلسطينية تجتهد لإطلاق صاروخ كاتيوشا من الأراضي المجاورة لفلسطين، وكنا نجهد كي نخطف طائرة إسرائيلية، أما اليوم فالفلسطينيون في داخل فلسطين وبكل فصائلها ومقاومتها تقاوم إسرائيل وفي داخل فلسطين، نحن الذين تقدمنا وهم الذين تراجعوا، هم الذين انسحبوا من هنا وهناك، وكانت إسرائيل تحتل وتتوسع الى ان انقلبت المعادلة بروح المقاومة وقوتها، وصارت إسرائيل المدعومة من كل دول العالم فاشلة وهي التي تنسحب من أراضي احتلتها، ونحن الذين سننتصر بإذن الله بتحرير كل فلسطين والأراضي العربية المحتلة من الكيان الصهيوني”.

وطالب الوزير قماطي أميركا بـ”إعادة النظر بسياساتها في المنطقة”، والشعوب الأوروبية بـ”التفاهم معنا”، وقال: “محور مقاومتنا في المنطقة يهدف الى الحضارة، لأنهم هم من فرض علينا حمل السلاح ويتهموننا بالإرهاب”.

وختم قماطي كلمته بقوله: “لن نستجديكم لتغيروا قناعاتكم، وإنما نطلب من الشعوب أن تفعل ذلك. حملنا السلاح من أجل الإنسان ومقاومتنا هي المشروع الحضاري، وإسرائيل هي المعتدي وهي التي ستزول”.

سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور ألقى كلمته، حيث وجّه تحية إلى الحضور وإلى الوفد النروجي المشارك وإلى الجهة المنظمة للحفل، ثم قال: “عندما نحضر اليوم إلى هنا لنحيي ذكرى يوم الأرض، علينا أن نرى ماذا يحصل في الأرض وأين أصبحنا بعد 43 عاماً من ذكرى يوم الأرض، علينا أن نقول الأمور كما هي، إذ إننا نمر بأخطر مراحل القضية الفلسطينية منذ العام 1948، وهي مرحلة تصفية القضية، سواء ما يتعلق بالقدس والجولان أو ما هو متوقع للضفة الغربية وغيرها”.

 

واستذكر “تحذير الرئيس الراحل ياسر عرفات من أهداف هذا المشروع الصيويني الذي يريد السيطرة على كامل الوطن العربي”، لافتاً إلى “إقامة العدو مجسمات للهيكل المزعوم وللقدس كما يرونها”، ومؤكداً على “ثورة الشعب الفلسطيني على الصمود”.

وطالب الفلسطينيين والعرب بـ”التوحد لمواجهة خطر هذا المشروع الخطير جداً، إذ إننا بدأنا نرى ما يطرح من صفقات العار وما سبقها من إضعاف لمنظمة الأونروا، وصولاً إلى الجولان الحبيب ومزارع شبعا الحبيبة ومستقبلاً الضفة الغربية”.

وأكد “رفض كل هذه المشاريع الخطرة على قضيتنا، وإن الشيء الوحيد الذي نستطيع من خلاله إفشال هذا المشروع الصهيو-أميركي إنما هو الوحدة وقول كلمة الحق الواحدة”،.

وختم مشدداً على أن “كرامة الشعوب لن تكون ألعوبة بأيدي تجار العقارات، وفلسطين لنا والقدس عاصمتنا والعودة حق لنا”.

ثم ألقى مسؤول العلاقات الدولية في حركة “حماس” أسامة حمدان كلمة قال فيها: “نحتفي بذكرى يوم الأرض، لا لنجدد العهد لفلسطين بل لحفظ فلسطين للأجيال القادمة، لأن المعركة الأهم حفظ الهوية والذاكرة الفلسطينية الى جانب المقاومة”.

وشدد على أنه “لا يمكن لأحد أن يلغي هوية فلسطين سواء اتخذ ترامب قراراً بذلك أو بضم أرض عربية كالجولان”، مؤكداً أن “الرهان الأهم أن نحافظ على هذه الأرض بعقولنا وألا ينحرف هذا الإنتماء تحت وطأة الضغوطات والإغراءات”.

وقال: “يوم الأرض انطلق في 48 وليس في الضفة ولا غزة، وقد انطلق في مواجهة عدو غاصب، ولا يمكن أن نقبل أن يقال لنا ان الصراع انتهى.

“إن ما يحكى عن صفقة قرن وتطبيع شامل ومعارك جديدة في المنطقة لصالح الكيان الصهيوني، فلن نسمح لهذه الصفقة ان تمر، كما لا يمكن أن نفرط بأي جزء من فلسطين لأن أرض فلسطين تمتد من البحر إلى النهر، وهذا الكيان الصهيوني يجب أن يزول من فلسطين”.

وأعلن أن “المعركة مستمرة ودفاعنا ليس سيئا مع إننا تحت الحصار، وأمتنا افضل بكثير بالرغم من إننا محاصرون، لكننا في غزة قاعدة للمقاومة على أرض فلسطين، وما الصاروخ الذي وصل إلى تل أبيب إلا واحداً من مئات الصواريخ، ونحذر من أي عدوان إسرائيلي”.

 

وأشار إلى “قوائم الشهداء في الضفة الغربية والذين ولدوا تحت الإحتلال لكن بقيت بوصلتهم فلسطين”، لافتاً إلى “تمسك الفلسطينيين في ارض 48 بهويتهم العربية ومثلهم أهلنا في الخارج حيث يتمسكون بحق عودتهم إلى أرض فلسطين”.

كما تحدث عن “نجاح تجربة حماية الشعب الفلسطيني من خلال هيئة العمل المشترك التي شكلت من كل الفصائل.

ووجه “تحية إلى الإسرى في سجون إسرائيل لأن العدو لم يستطع كسر إرادتهم، وها نحن نرى اليوم ثورة في سجون الإحتلال”.

وختم مؤكداً ان “الحل لقضيتنا هو تحرير الأرض بالقوة، ومن دون القوة تذهب القضية، والعمود الفقري لقوتنا هو المقاومة المسلحة”.

ثم ألقت رئيسة “جمعية التراث الوطني الفلسطيني في لبنان” منى سكرية كلمة، فقالت: “للسنة لثانية عشرة نلتقي معا، نحيي يوم الأرض، يوم فلسطين، كل أرض فلسطين، نلتقي بقوة عزيمة الإستمرار الى ان يأذن الله والمجاهدون بيوم النصر الموعود”.

وأضافت: “نحب فلسطين كل حسب قدرته وعطائه وصبره وصموده، وما معرض التراث الوطني الفلسطيني الذي نقيمه بتشارك ودعم متبادل وشوق لموعد سنوي بيننا وبين جمعيات من أبناء وبنات اللجوء القسري في المخيمات، إلا تعبيراً عن هذا الحب، هؤلاء الذين عنوا بالتراث واعتنوا به، التزموا صيانته وتطويره وحفظه كواحدة من أعمدة الهوية الوطنية خوفا من ضياع أو مصادرة كما في محاولات ينتهجها وانتهجها عدونا الصهيوني اللئيم في سعيه الدائم لمحو الهوية الفلسطينية بكل أشكالها تكريساً لقناعته الموهومة من ان فلسطين ارض بل شعب وبلا هوية وطنية”.

وتابعت: “في يوم الأرض، يومنا لإقامة هذا المعرض معكم أنتم الأخوة في هذه الجمعيات الشغوفة والوفية لفلسطيني ونحن هذه المجموعة من المتطوعين الشغوفين ايضا بفلسطين والمؤمنين بالمقاومة طريقا لتحريرها، معرض نؤكد فيه سوية ان الخيط بألوانه ليس منفصلاً عن معناه الحقيقي وقد جعلتم أنتم نساء ورجال مخيمات اللجوء المعنى الفعلي له. خيط وإبرة عنوانان لهوية وطنية تراثية جامعة تُرفع بوجه محتل غاصب لا يملك من أرض فلسطين وتاريخها سوى الأساطير المجبولة بالكذب والتزوير”.

وختمت: “أكثر من أربعين جمعية ومؤسسة تنتظركم ايها الحضورالكريم في القاعة، تشاهدون جماليات ما تتعب لأجله أيدي نساء ورجال المخيمات، وتتأكدون ان عزيمة هؤلاء لم تضعفها نوائب الدهر وعاديات الزمن، تدركون ان تعب هؤلاء هو جزء من معركة يخوضونها الى جانب اهلهم تحت الإحتلال، هؤلاء الذين يصنعون وسيصنعون معركة النصر بكل ما أوتوا من قوة وتحد وإرادة حرة شريفة مهما قست ظروف العيش واستكبر العدو”.

ثم ألقت ممثلة جمعية “ممكن” وجدان دهام كلمة قدمت خلالها الشاعر غسان مطر، وقالت: “يوم الأرض هو كل الأيام، هو الوجود بذاته الحر، وهو المبتغى ببقائه الحر. ومن غنى الأرض وجمالها وتاريخها ومعناها ووجودها المترابط مع قيم الكرامة الوطنية والحرية والإباء، ومن حمل الأرض أيقونة في شعره، حتى أبياته الغزلية، كانت الأرض فراشة في شعر صبية، وجذع سنديانة في صبر أم وسنبلة في عيني حوراء، ومن غنى الوطن والحرية والنضال والإستشهاد في سبيل الأرض، أو من رصف الإرادة والتصميم والعزم والتضحيات مداميك لتحرير الأرض السليبة، من أحيا المنابر الميتة أكثر من شاعرنا المناضل، ابن النهضة التي كانت الأرض أساساً لإشعاعها في هويتها التاريخية، هذا ابن النهضة الرفيق الامين الشاعر غسان مطر، يشاركنا في احتفالنا بيوم الأرض”.

وألقى مطر قصائد لفلسطين ويوم الأرض وللشهيد عمر أبو ليلى، وقصيدة بعنوان “التيه” أعرب فيها عن أساه من “فقدان العرب لبوصلتهم، فاستبدلوا صراعهم مع العدو الإسرائيلي باقتتال في ما بينهم”.

افتتاح معرض التراث الفلسطيني -بيروت

افتتاح معرض التراث الفلسطيني -بيروت

افتتاح معرض التراث الفلسطيني -بيروت

معرض التراث الفلسطيني

معرض التراث الفلسطيني